السيرة الذاتية للشاعر التجانى حاج موسى

زائر كتب:
التجاني حاج موسى

السيرة الذاتية للتجاني حاج موسىكان ميلاده ونشأته بمدينة الدويم عاش في كنف جدته لوالدته السيدة دار السلام عبد الله أبو زيد لأن والده قد توفي إلي رحمة الله بعد عامين من ميلاده. لم يكن له أشقاء وعاش غريباً وحيداً يتيماً. درس في خلوة جده من ناحية والدته الفكي الزبير وحينما أكمل العام السادس من عمره حفظ جزءاً من القرآن الكريم. وذهب في هذه الفترة إلي معهد بخت الرضا ذلك المعهد العريق الذي بلغ حينه الآفاق إذ كان أول معهد للتربية والتعليم علي مستوى قارة أفريقيا. درس في المعهد لمدة أربعة أعوام كانت هي النواة لمكوناته النفسية الشخصية.فالمعهد كان عبارة عن مؤسسة تعليمية كبيرة إذ أوكلت لها وزارة التربية والتعليم كل ما يتعلق بالمقررات الدراسية المختلفة.وكان المعهد إضافة إلي ذلك يقوم بعدة نشاطات تربوية، ثقافية، رياضية بواسطة أساتذة متخصصين مما أتاح الفرصة لتلاميذ المعهد أن ينهلوا من كل ضروب المعرفة.كان التجاني حاج موسى طالباً مميزاً يترأس الجمعيات الأدبية التي كانت تقام مساء كل اثنين لمدة أربعة أعوام تحت إشراف ومتابعة لصيقة من أساتذة أولوا التلميذ جلّ رعايتهم واهتمامهم.بعد المتوسطة انتقل إلي العاصمة القومية طلباً للعلم في المراحل الثانوية والجامعية واستقر في منزل جده شقيق جدته لوالدته في حي العباسية أمدرمان.متغيرات طرأت علي حياة تجاني في الفترة ما بين النقلة من الدويم - الخرطوم:في بداية طريقه إلي العاصمة انتابته مشاعر الغربة والوحشة ومفارقته لحاجة دار السلام كان لها أثر كبير علي نفسه، فكانت فترة ميلاد لعدد من القصائد. ومن بين تلك القصائد قصيدة نشرت في عيد التعليم بمعهد التربية بخت الرضا.ضل الضحى الرامي وشمس شتوية دفايةوريحة البن لما يفوح في قلاية وقرة جدي لمن جيت أمد يدي جدي أديني تعريفه بتقرأ الحمد يا المبروك بقراها وعشان تعريفه ألقاهاأجود في القراية كمان وأية يا يمه والله زمان بدور أرحل أجيك هناوضاقت بي يمة هنابدور أتمسى بعيونك صباح الخير علي عيونك ويوماً جابني للبندر يوماً شؤم ولابسنى الخجل من رأسي لي كرعي شايلوا وأحوم وهدى الحالة في الخرطوم إلي أن يصل المقطع:يا يمة الله يسلمك ويديك لي طول العمر في الدنيا يوم ما يألمك..أمي يا دار السلام.. يا حصني لو جار الزمان..إلي آخر القصيدة المشهورة التي تغني بها الفنان كمال ترباس كأول عمل بينه وبين الشاعر التجاني حاج موسى وتواصلت الأعمال بينهما في عدد من القصائد مثل:1/ أنت فايق ورايق وأنا بالي مشغول.2/ جاي تفتش الماضي، الماضي ولي خلاص…الخ.حي العباسية (أمدرمان) محطة شكلت شاعرية التجاني:بعد تخرجه من كلية القانون جامعة النيلين بدأت تتبلور شخصيته الثقافية والأدبية عبر المنتديات التي كانت تقام في ذلك الزمان من منتصف سبعينات القرن الـ19 حيث كان يشهد حي العباسية نشاطاً ثقافياً مكثفاً ومتصلاً.فتعرف في تلك الفترة علي كوكبة من رموز الحركة الثقافية الذين أعانوه كثيراً في بداية تجربته الشعرية وكان علي رأس هؤلاء الشاعر الكبير صلاح أحمد إبراهيم عليه رحمة الله والشاعر مبارك المغربي الذي كان رئيساً لاتحاد شعراء الأغنية وسعادة اللواء الشاعر الرقيق عوض أحمد خليفة أمد الله في أيامه.كما التقي شاعرنا التجاني حاج موسى ببعض الأساتذة الذين كانوا يحررون ملفات ثقافية بالصحف اليومية حيث نشروا له بعض القصائد الفصيحة، وبرز الشعر العامي أو ما يسمي بالشعر الغنائي في مسيرته في بدايات عام 1970م حيث ظهرت للناس أولي أغنياته التي تغني بها الفنان زيدان إبراهيم (أغنية قصر الشوق).في حي العباسية كان بوتقه تحوي كل ضروب وألوان الفنون والثقافة من شعر وغناء وتشكيل ورياضة مما أتاح لشاعرنا التجاني حاج موسى فرصة التعرف عن قرب علي الفنان التشكيلي إبراهيم الصلحي والفنانة الراحلة عائشة الفلاتية التي كان يؤم بيتها العديد من الفنانين والعازفين والمبدعين، كما تعرف علي الفنان زيدان إبراهيم الذي تغني بأولي أغنياته وتعرف علي الموسيقار عمر الشاعر الذي تعامل معه لحنياً في أول عمل قدمه للناس (باب الريده وأنسده) التي كتبها شاعرنا منذ المرحلة الثانوية إلا أنها خرجت للناس في بداية دراسته الجامعية. وتعرف أيضاً في تلك الفترة علي ثنائي النغم والفنانة أم بلينه السنوسي وعدد من رموز الحركة الرياضية.التجاني حاج موسى أستاذاً:أثناء دراسته الجامعية عمل بمدارس التقدم الثانوية المصرية العليا حيث كان يدرس النظام التوجيهي المصري كما يسمونه. أي النظام الإعدادي كما درس مادة اللغة الإنجليزية والعربية والمواد الاجتماعية. وتعرف في هذه الفترة علي الموسيقار الفاتح كسلاوي الذي كان يسكن نفس الحي العباسية في أغنية (ليه كل العذاب ليه كل الألم) التي تغني بها أيضاً الفنان زيدان إبراهيم.ديوان الضرائب محطة زاخرة في حياة الأستاذ تجاني حاج موسى:قبل تخرجه بعام من قانون النيلين التحق موظفاً بديوان الضرائب. فتدرج إلي أن أصبح وكيل وزارة (درجة قيادية) حتى أخريات عام 1989م ورغم الوظيفة كان تعاطي الشعر يلازم شاعرنا المرهف بعد ساعات العمل الرسمية. فكان ديوان الضرائب عبارة عن منتدى صغير يلتقي فيه الأصدقاء من الشعراء، ومن ثم تحول المنتدى إلي منتدى الحروف الذي كان أبرز أعضاءه اللواء عبد الله أبو قرون، الفنان عبد القادر سالم، الموسيقار الماحي سليمان، الفنان سيف الجامعة وبشري سليمان والأستاذ أمين أحمد السيد.الكتابة للأطفال في حياة تجاني:كان للأطفال نصيب من الاهتمام في كتابات الأستاذ تجاني حاج موسى وقدم لهم العديد من الأعمال من مسرحيات وأهازيج وأشعار وتعاون معه في ذلك دكتور يوسف حسن الصديق وأنتجا العديد من الأعمال الغنائية والمسرحية من بينها مسرحية بت السماك، بهلول وغيرهما. ورسالة الدكتوراه التي يعدها د. يوسف حسن الصديق في مجال الموسيقي وثقافة الطفل كأول أطروحة تقدم في هذا المجال. أتاحت الفرصة لقدرات الشاعر التجاني حاج موسى أن يخوض تجربة التعبير عن ذاته من خلال كتابة الشعر للأطفال. وكان د. يوسف حسن الصديق صاحب تجربة عبر المشاركات الخارجية مثل مهرجان الأردن الذي أحرز فيه للسودان الميدالية الذهبية 1997م بفوز أغنية (بدري صحيت من نومي). ومن ضمن كتابات الشاعر التجاني حاج موسى للأطفال:قول صباح الخير&وأبدأ يومك بالتحيه وهشي وابسم&وأطرد الهم والأسيةوأحضن الناس عيون ضاحكة ونديه التي عمد فيها الشاعر توصيل قيم معينة لتزرع في نفوس الأطفال وتعمق المودة بطريقة سهلة تصل للأطفال بيسر.. وأيضاً كتب:متشكرين ومقدرين&;يا مدرستنا ويا مدرسين مناصب تقلدها التجاني:تقلد العديد من المناصب بعد ديوان الضرائب في عام 1989م فيما صدر قرار من رئيس الجمهورية بتعيينه مديراً للإبداع بالهيئة القومية للثقافة والفنون ومن بعدها في عام 1991م – 1993م كان أميناً عاماً للهيئة حنى نهاية 1994م حيث عمل مديراً للبرامج بالتلفزيون حتى عام 1995م. ومن ثم أصبح أميناً عاماً للآداب والعلوم الإنسانية بالهيئة ومن 97 – 2002م عمل أميناً مكلفاً للهيئة ومن بعدها أميناً للمجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية وأيضاً يعمل في المجال الصحفي بعد أن نال القيد لمزاولة مهنة الصحافة كما أنه يحاضر في بعض الجامعات كجامعة الرباط الوطني وأعد الكثير من أوراق العمل لعديد من المؤتمرات خارج وداخل السودان وعدد من البحوث. هذا بالإضافة إلي إسهامه في خارطة البرامج الإذاعية والتلفزيونية باستضافته لعدد من رموز الثقافة والإبداع إضافة إلي نيله دراسات عليا في قوانين الملكية أثناء فترة عمله في المصنفات الأدبية.إصدارات أصدرها التجاني حاج موسى:أصدر إصداره واحدة وديوان شعر واحد طبع ثلاث مرات بعنوان (تباريح الهوى) يحوى مجموعة من الأعمال الغنائية. وله أربع دواوين تنتظر الإصدار.شعراء علي المستوي العالمي والداخلي توقف عندهم التجاني:توقف الشاعر التجاني حاج موسى علي شعر الشاعر العظيم أحمد أبو الطيب المتنبئ فقد حفظ له منذ نعومة أظافره العديد من الأشعار التي كان لها دور بارز في أن يتعرف علي جماليات الشعر الكلاسيكي أو العمودي وتأثر بأمير الشعراء أحمد شوقي وحافظ إبراهيم والبارودي وإيليا أبو ماضي وأبو القاسم الشابي والشاعر التجاني يوسف بشير وعدد من شعراء الأرض المحتلة سميح القاسمي ود. شاكر السياب والشاعر العظيم نزار قباني.أما علي الصعيد الداخلي كان معجباً أيما إعجاب بالشاعر الكبير الراحل المقيم صالح عبد السيد أبو صلاح الذي كان يكتب العامية بصورة جزلة ومضامين إبداعية وأيضاً كان معجباً بالشاعر العظيم الراحل محمد بشير عتيق الذي عاصره وقرأ معه الشعر إلي أن توفاه الله في عام 1995م وأيضاً عاصر الشاعر العبادي وصديق المدني ومحمد يوسف موسى والشاعر العظيم إسحق الحلنقي وهو أمير شعراء الأغنية ما بعد الحقيبة والشاعر الصادق الياس وإبراهيم الرشيد كل هؤلاء الشعراء شكلوا إضافات حقيقية لتجارب التجاني حاج موسى الشعرية. هذا إلي جانب عدد من أبناء جيله من الشعراء أمثال الشاعر عبد الوهاب هلاوي وحسن الزبير وبشير سليمان، وهؤلاء كانوا أقران دراسة وأصدقاء للتجاني حاج موسى في فترة الجامعة.مواقع زارها التجاني حاج موسى من العالم:لم يسافر في حياته خارج السودان إلا للعمل وذهب لأول مرة في إطار العمل الثقافي مع السيد رئيس الجمهورية السيد/ عمر حسن أحمد البشير مترأساً لقافلة ثقافية قامت بتقديم عروض علي شرف مؤتمر الإيقاد، ومن ثم ليبيا بدعوة كريمة من العقيد القذافي شارك فيها بمؤتمر الأدباء والفنانين بطرابلس واليمن الشقيق وسيول (كوريا) بدعوة من وزارة الثقافة وزار تشاد ودار السلام (ممبسا) وكما زار الشقيقة مصر لعمل حلقات مشتركة مع الأستاذ حمدي بدر الدين في برنامج فرسان في الميدان. ثم زار (جنيف) سويسرا للمشاركة في الجمعية العمومية لأعمال الملكية الفكرية.الأعمال التطوعية والإنسانية في حياة تجاني:يتمتع بعضوية العديد من المنظمات التطوعية من بينها (جسر) الجمعية السودانية لرعاية المسنين التي أنشأت عام 1990م ويعتبر عضو من أعضاء مجلس إدارة الضو حجوج للعجزة والمسنين بالخرطوم بحري. وأيضاً عضو في اتحاد المكفوفين. وعدد من المنظمات الأجنبية التي تعمل في العمل الإنساني.ماذا كتب التجاني حاج موسى عن الوطن:نظم أكثر من 25 قصيدة في حق الوطن من بينها:بلدنا دي والله فيها الخير كثيرما مستحيل نبنيها جنةلو نحنا وحدنا الهدف لو نحنا وحدنا المصيرلو ما بنعاكس نحنا في الدرب الطويل كان من زمان كيفن عرفنانكسيها في الأثواب حريربلدنا دي أولادها حقو يوقروها.مسكينة شوف كيف أهملوها.بلدان كثير إتقدمتوبلدنا دي إتأخرت أولادها هم الأخروهاوأيضاً كتب في حق الوطن:نيلك أرضك زرعك ناسك أصلك فرعك بحبك مما قمته بحبك يا سودان التي تغني بها الراحل خوجلي عثمان التي يتواصل نصها إلي أن يصل:همي أشوفك عالي ومتقدم طوالي.ما بخطر علي بالي بس رفعت شأنك… الخولحن هذه القصيدة الموسيقار الكبير علي مكي وكتب أيضاً الأستاذ الشاعر التجاني حاج موسى :نادي أولادك وأصدح غربتهم طالت سني نوأفتح أحضانك وأفرح وضمهم بس بحنينواوعي تطلع كلمة تجرح وتاني ترجع للأنينوالزمن يسرقنا يسرح وتاني يسلبنا اليقينوخلي بالك للمدارس خلي بالك حصة حصةولي للكراريس أبقي دارس والدرس بقراه هسه للفصول خليك حارس وما تضيع فيها قشه الاغتراب والحنين إلي الوطن من شعر التجاني:ليس هناك أشقى من مفارقة الإنسان لوطنه وبلاده وأهله. ذهب التجاني حاج موسى لأول مرة سويسرا في عام 2002 – 2003م برغم أن فترة زيارته لم تتعدى أكثر من أسبوعين إلا أنه شعر بالغربة والحنين إلي الوطن مما استفز قريحته لتجود بـ:تهفو إليك النفس يا وطني الحبيب.هذه مفازات تباعدبينا لا زاد فيها لا رقيب ولقد حسبتها بضع أياماً من العمر ستمضي لكنها وآ حسرتي دهراً من الساعات والقلق والرهيب.
للمزيد من مواضيعي


[b]