التهاب الكبد الوبائى والوقاية منه

من طرف لؤى على الحسن الثلاثاء مارس 08, 2011 12:22 pm

تحقيق اجرته صحيفة الرائد مع بعض الاطباء
طبيبة: التهاب الكبد (ب) يعتبر مشكلة صحية عالمية
التطعيم وإتباع طرق الوقاية يمنع الإصابة بالمرض
ممرض بمستشفى الخرطوم: لا توجد حالات وفاة بالمرض
مسئول بوزارة الصحة : يتم فحص الأجانب والمتبرعين بالدم

التهاب الكبد الوبائي مرض فيروسي يصيب خلايا الكبد ويقدر عدد المصابين بالفيروس 300 مليون مصاب حول العالم ويعتبر التهاب الكبد الوبائي (أ) و(ه) من الأمراض الوبائية المرتبطة بتدهور صحة البيئة خاصة في فصل الخريف حيث تكثر المياه الراكدة والتي تساعد على توالد الذباب .
أما التهاب الكبد غير الوبائي يتواجد في الدم ويساعد في انتشاره تدفقات اللاجئين غير المنضبطة ..(الرائد) أجرت تحقيقاً حول هذا المرض لمعرفة أنواعه وأعراضه وطريقة انتقال العدوى وكيفية علاجه والوقاية منه ومدة حضانته في الجسم مع الأطباء وذوي الاختصاص.

أنواعه
قالت دكتورة مواهب عمر بشير اختصاصية علم أمراض الدم بمستشفى الخرطوم التعليمي بأن مرض الكبد الوبائي عبارة عن التهاب فيروسي يصيب خلايا الكبد وينقسم لعدة أنواع وهي (أ- ب – ج – د – هـ ) .
التهاب الكبد الفيروسي(أ) وهو شديد العدوى ينتقل عن طريق الأطعمة و الماء الملوثين ويصيب الأطفال في سن المدرسة ويكون أحياناً مميتاً ويصيب الفيروس ما يقارب 1.4 مليون شخص على مستوى العالم كل سنة وذلك أثناء السفر إلى بلدان ينتشر فيها الفيروس.
يتواجد الفيروس في براز الشخص المصاب بالتهاب الكبد الوبائي (أ) وتتم الإصابة عن طريق الأكل والشرب الملوثين بهذا الفيروس من شخص مصاب به خاصة تناول الطعام غير المطهي كالخضار والفواكه والتي تؤكل من غير تقشير بعد غسلها بماء ملوث أو بعد تلوثه من عمال المطاعم المصابين بالفيروس.
ذكر دكتور ياسر الطيب مدير طبي سلامة العاملين بمستشفى الخرطوم التعليمي بأن أعراض مرض الكبد الوبائي (أ) أعراضه مشابهة لأعراض الأنفلونزا حمي وقشعريرة وفقدان للشهية وغثيان ويرقان اصفرار الجلد والعينين وتحول البول إلى لون داكن كلون الشاي وألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن وضعف عام وإعياء.وأضاف لا يوجد دواء خاص له ويتم إتباع أخذ قسط من الراحة ويستحسن الإكثار من السوائل والفاكهة الطازجة بعد غسلها جيداً.
وذكرت د.مواهب بأن مرض الكبد الوبائي (أ) لا يترك أثاراً على الكبد بعد الشفاء منه ولا يتحول إلى مرض مزمن وتستمر أعراضه لمدة شهر والشفاء التام منه يستغرق ست أشهر.
حامل للفيروس
وأضافت التهاب الكبد الوبائي (ب) يعتبر مشكلة صحية عالمية فمعظم الأشخاص الذين يصابون بالفيروس (ب) يستطيعون مقاومته وطردة من الجسم إلا أن هنالك نسبه تقدر ب 10 % لا تستطيع أجسامهم التخلص منه فيصبحون حاملين له وقد يتطور المرض عند بعض المرضى إلى تليف في الكبد بالإضافة لذلك يتطور المرض عند 10 % من المصابين ليصبح مزمناً ويصبح الشخص حاملاً لهذا الفيروس وقادراً على نشر المرض للآخرين ومن الممكن منع الإصابة بهذا الفيروس بأخذ التطعيم الواقي منه وبأتباع طرق الوقاية .
وأضافت بأن الفيروس (ب) من أخطر أنواع التهاب الكبد الوبائي حيث يتواجد الفيروس (ب) في الدم وسوائل الجسم الأخرى وتنتقل العدوى بالاتصال الجنسي واستخدام إبر ملوثة عن طريق الفم أو طريق جرح أو خدش في الجسم وكذلك العاملين في المجال الطبي عن طريق الحقن ومن الأم لطفلها عن طريق المشيمة ومن خلال المشاركة في أدوات الحلاقة أو فرش الأسنان .
بعد الإصابة بالفيروس (ب) يقوم جهاز المناعة بتخليص الجسم من الفيروس عند 90% ويتم شفاؤهم خلال شهور قليلة ولن تتم إصابتهم به مرة أخرى بسبب تكوين أجسام مضادة لهذا الفيروس والتي يمكن اكتشافها بواسطة تحليل الدم و5% من المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي (ب) لا يستطيعون التخلص منه ويصبحون مصابين أو حاملين لهذا الفيروس وبإمكانهم نقل المرض لأشخاص آخرين و5%منهم يمكن أن يتحول لتليف في الكبد ويمكن كذلك أن يتحول إلى سرطان.
وفترة حضانة الفيروس تتراوح بين ستة أسابيع إلى ست شهور وهذا الفيروس يطعم منه العاملون في المجال الطبي كما أدخل كذلك في برنامج تطعيم الأطفال في جرعات التطعيم الخماسي .ومن الممكن منع الإصابة بهذا الفيروس بأخذ التطعيم الواقي منة وبأتباع طرق الوقاية .
أعراض الإصابة
قال د.ياسر الطيب بأن أعراض الإصابة بالفيروس (ب) تبدأ بالظهور بعد الإصابة به بعد (60-120)يوم وهي يرقان - تحول البول إلى اللون الداكن- ألم في المفاصل طفح جلدي أو حكة -ألم في الجزء الأيمن العلوي للبطن وحمي وصداع .
أما التهاب الكبد الوبائي (ج) قالت د. مواهب بأنه ينتقل بشكل أساسي من خلال منتجات الدم المصابة بالفيروس وتسبب التهاب كبدي والسبب الرئيسي لأغلبية حالات الكبد الفيروسي بعد الإصابة بالفيروس يستغرق تطور مرض الكبد الحقيقي حوالي 15 عاماً وربما أكثر من ذلك قبل أن يضعف الكبد بالكامل أو تظهر الندوب أو الخلايا السرطانية فالتهاب الكبد الوبائي (ج) لا يعطي إشارات سهلة التميز فالمرضى يمكن أن يشعروا ويظهروا بشكل صحي تام لكنهم مصابون ويصيبون الآخرين .
طبقاً لمنظمة الصحة العالمية 80% من المرضى المصابين يتطورون إلى التهاب الكبد المزمن ومنهم حوالي 20% يصابون بتليف كبدي ومن ثم 5% منهم يصابون بسرطان الكبد خلال العشر سنوات التالية.
وأضافت: التهاب الكبد الوبائي (ج) يوصف بالوباء الصامت ويبقى مجهولاً بشكل نسبي وعادة يتم تشخيصه في مراحله المزمنة عندما يتسبب بمرض كبدي حاد فهو يصيب على الأقل 170 مليون إنسان على مستوى العالم.
لقد تم التعرف على الفيروسات المسببة للالتهاب الكبدي (أ،ب) منذ زمن طويل إلا أن الفيروس المسبب للالتهاب (ج) لم يتم التعرف علية إلا في عام 1989 ولقد تم تطوير وتعميم للكشف عن فيروس (ج) عام 1992 .
قالت د.مواهب يتم انتقال العدوى لهذا الفيروس عن طريق نقل الدم وزراعة الأعضاء من متبرع مصاب (كلية – كبد ) ومرضى الفشل الكلوي الذين يقومون بعملية الغسيل الكلوي معرضون لخطر العدوى بالفيروس (ج) واستخدام إبر وأمواس وأدوات جراحية ملوثة والاتصال الجنسي ومن الأم لطفلها .
التهاب الكبد الوبائي (ج) غير معدي بصورة كبيرة بين أفراد العائلة عكس فيروس (أ) والذي يتم نقلة عن طريق الماء والأكل الملوثين .فمعظم المصابين بالفيروس (ج) لا تظهر عليهم أعراض المرض في بادئي الأمر ولكن البعض ربما يعاني من أعراض الالتهاب الكبدي الحاد يرقان أو ظهور الصفار قد يستطيع الجسم التغلب على الفيروس والقضاء علية ونسبة حدوث ذلك 15% والنسبة الباقية يتطور لديها المرض للحالة المزمنة .يكتشف بعض الأشخاص وجود المرض عندهم بالمصادفة عند إجراء اختبار للدم والذي يظهر وجود ارتفاع في بعض أنزيمات الكبد والفحوصات الخاصة بفيروس (ج) .
وذكرت د.مواهب بعض الإرشادات يمكن إتباعها للحد من الإصابة بالفيروس (ج) وهي استعمال الأدوات والآلات الطبية ذات الاستعمال الواحد لمرة واحدة فقط مثل الإبر وتجنب الاستعمال المشترك للأدوات الحادة كأمواس الحلاقة ومقصات الأظافر .
أما التهاب الكبد الوبائي الفيروسي (د) لا يستطيع استنساخ نفسه ويتكاثر إلا بوجود فيروس آخر لذلك فيروس(د) يوجد دائماً مع فيروس (ب) ويجب وضع احتمال العدوى الإضافية بالفيروس (د) عند أي مريض بالتهاب الكبد الوبائي (ب) المزمن والذي يعاني من تطور سيء ومفاجئ للمريض .
وأضافت د. مواهب بان التهاب الكبد الوبائي (ه) يعتبر من الأمراض الوبائية المرتبطة بتلوث المياه .ولا يوجد فرق بين التهاب الكبد الوبائي (ه) و(أ) فالفيروس (ه) يسبب التهاباً حاداً عادة يزول تلقائياً لذلك لا يعطى المريض أدوية وينصح بالإكثار من شرب السوائل وتناول غذاء صحي متوازن .
تطعيم للعاملين
قال دكتور ياسر الطيب يوجد بمستشفى الخرطوم التعليمي مكتب لسلامة العاملين حيث يطعم العاملين بالمستشفي ضد الأمراض المعدية مجاناً وقال يوجد بالمستشفي ثلاث آلاف عامل وعدد المصابين بهذا الفيروس يتراوح بين (3-5) عمال . وذكر بأن المصل يباع بثمانين جنيه.
قال صديق عبدالله فني تطعيم الأمراض الوبائية بمستشفى الخرطوم التعليمي لا توجد حالات وفيات لهذا المرض بالمستشفى ويعزل المريض عن بقية المرضي وذكر بأن الوافدين من الدول المجاورة ساعدوا على انتشار المرض وطالب المواطنين عند الشعور باي ألم في البطن أو أي مرض وبائي عليهم التوجه لأقرب مركز صحي أو مستشفى .
وعي صحي
قال مدير إدارة الوبائيات بوزارة الصحة الاتحادية دكتور بابكر المقبول لـ(الرائد): إن التهاب الكبد نوعان وبائي وغير وبائي، فالوبائي سريع الانتشار وينتقل عبر الماء والطعام الملوثين ويصيب أعداد كبيرة من الأشخاص أما غير الوبائي يتواجد في الدم وينتشر أكثر في شرق آسيا ولا يعدي إلا عبر مشتقات الدم والاتصال الجنسي أي أن العدوى تنتقل في ظروف معينة والسيطرة علية تتم خاصة في حالة الأجانب فالدول تشترط لمنح الإقامة فحص المرض وإذا كانت مهنة الوافد خطيرة يتم الاستبعاد أما إذا كانت لا تمثل خطورة على المجتمع فيمكن الإبقاء عليه ..ويعتبر الوبائي ضمن الأمراض التي ترصدها الوزارة وحالياً لا يوجد تبليغ عن حالات أما البائي فالفحص يتم في المعمل القومي (فحص الأجانب) كذلك يتم فحص المتبرعين بالدم ونجد أن البائي ليست له خاصية الانتشار السريع واحترازاً بدأت الوزارة في تطعيم الكوادر الطبية بمختلف شرائحها من باب الحماية لها وكذلك الحماية للمرضى وقد ظهرت حالة الالتهاب الوبائي في دارفور عام 2006 م لكن تمت السيطرة علية تماماً وأصبح معدل حدوث الحالات في كل أنحاء البلاد متفرقاً أي أنها تحدث في فترات زمنية متباعدة ورقعات جغرافية أيضا متباعدة وقد تمت السيطرة عليها عن طريق استراتيجيات المياه الآمنة للشرب والخالية من أي ملوثات مع التكثيف في جانب الإصحاح البيئي ورفع درجة الوعي الصحي والتبليغ المستمر عن أي حالات